تــابعونا على تويتر

الاثنين، 15 فبراير 2016

اليوم العالمي للغذاء





بسم الله الرحمن الرحيم


عن أبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب-رضي اللَّه عنه-قال: سمِعتُ رسول اللَّه-صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يقَولُ: (مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابن آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) .رواه الترمذي وقال: حديث حسن .

تحتفل منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة ( فاو ) باليوم العالمي للغذاء في 16 أكتوبر من كل عام ( الموافق 18/ 11 / 1432 )، والذي يوافق اليوم الذي أنشئت فيه المنظمة عام 1945. ولقد وقع الاختيار على شعار (أسعار الأغذية.. من التأزم إلى الاستقرار) عنوانًا لليوم العالمي للغذاء لهذا العام، بهدف إلقاء الضوء على هذا الاتجاه، وإبراز الخطوات الضرورية للحد من تداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية على الفئات الأكثر عرضة للضرر. ويمثل اليوم العالمي للغذاء فرصة لتأمل الأسباب التي تولد تأرجح الأسعار، ووضع الإجراءات اللازمة للحد من وقع هذا التقلب على أضعف أعضاء المجتمع الدولي وعلى المستوى المحلي فإن أزمة ارتفاع أسعار الغذاء تلقي بظلالها على كثير من فئات المجتمع السعودي .


ما مدى تأثير هذه الأزمة في المجتمعات؟
يشكل ارتفاع الأسعار خطرًا على النمو العالمي والاستقرار الاجتماعي، خاصة في المجتمعات الأكثر فقرًا، حيث ينفق الناس ما يقرب من ثلثي دخلهم اليومي على الطعام .

تتلخص آثار ارتفاع الأسعار على الصحة في النقاط التالية:
عندما تصطدم الأسر الفقيرة أو متوسطة الدخل بارتفاع أسعار المواد الغذائية فإنها:
• تلجأ إلى تناول الأطعمة الأرخص ثمنًا والأقل نفعًا من الناحية الغذائية.
• تكف عن استخدام الخدمات الضرورية مثل الخدمات الصحية والتعليمية أو تقلل منها.
• تلجأ إلى التقليل من كمية الطعام المتناولة.
• تظهر أمراض سوء التغذية التي تقلل من القدرة على التعلم، كما تقل الإنتاجية والعمل ويزيد معدل الوفيات؛ حيث يعزى ثلث وفيات الأطفال على مستوى العالم إلى نقص التغذية. واليوم لا يحصل واحد من كل ستة أشخاص تقريبًا على الغذاء الكافي الذي يجعله يتمتع بصحة جيدة ويعيش حياة نشطة؛ مما جعل الجوع وسوء التغذية الخطر الأول الذي يهدد الصحة على مستوى العالم، أكثر من أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة.

الشرائح الأكثر تأثرًا :
• الرُّضع دون سن الثانية.
• الأطفال والمراهقون.
• النساء الحوامل والمرضعات.

ماذا نعني بسوء التغذية؟
يتخذ سوء التغذية ثلاثة أشكال:

- التغذية غير السليمة:
يقصد بهذا المصطلح عدم الحصول على القدر المناسب من المغذيات الأساسية كالبروتين، والسعرات الحرارية، والمغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن)، فيضعف الجسم وتتسم بكثرة الإصابة بالعدوى والأمراض، ونتيجة لفقدان التغذية الصحيحة، يتعرض الكثيرون للوفاة نتيجة الإصابة بأمراض شائعة كالحصبة أو الإسهال.
ولا يقاس سوء التغذية بكمية الطعام الذي يتم تناوله، وإنما بالمقاييس الفيزيائية للجسم كالوزن والطول والعمر والتحليل المخبري للدم .

- نقص التغذية:
يستخدم هذا المصطلح لوصف حالة الأشخاص الذين لا يحتوي ما يتناولونه من طعام على السعرات الحرارية (الطاقة) الكافية لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الفسيولوجية اللازمة لحياة نشيطة. ويوجد في الوقت الحاضر 1.02 مليار شخص يعانون نقص التغذية في مختلف أنحاء العالم، ومعظمهم من الدول النامية.

- التغذية غير المتوازنة:
هي التغذية التي يتم فيها تناول أنواع معينة من المغذيات أكثر من الأخرى كالنشويات أو الدهون، فتظهر معها الأمراض المزمنة كالسمنة وأمراض القلب.

ما آثار سوء التغذية؟
يسبب سوء التغذية عددًا من المشكلات كالنحافة الشديدة، أو قصر القامة الشديد مقارنة بعمر الشخص، أو نقص الفيتامينات والمعادن (كنقص الحديد الذي يسبب فقر الدم)، أو زيادة الوزن (السمنة المفرطة). ويعد نقص المغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن) مهمًا للغاية؛ حيث يعاني منه ما يقرب من ملياري شخص في العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فنقص الحديد وفيتامين (أ) والزنك هم ضمن العشرة أسباب الرئيسة المؤدية إلى الوفاة من خلال الإصابة بالأمراض، وذلك في البلدان النامية.
فنقص الحديد هو أكثر أشكال سوء التغذية شيوعًا؛ حيث يؤثر في مليارات الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. كما يؤثر في إنتاجية الدولة، ويعوق النمو الإدراكي. ونقص فيتامين (أ) هو سبب أساسي لعمى الأطفال في البلدان النامية ويولد ملايين الأطفال وهم يعانون الإعاقة الذهنية لعدم تناول أمهاتهم كمية كافية من اليود أثناء الحمل. ونقص الزنك يسهم في وقف النمو وضعف المناعة لدى الأطفال الصغار، مما يؤدي إلى وفاة مئات الأطفال سنويًا.

• أما على المستوى المحلي:
تعد المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المستوردة للمأكولات والأطعمة. كما يعد المجتمع السعودي من المجتمعات الاستهلاكية، وقد ظهرت أمراض كثيرة مرتبطة بالنمط والسلوك الغذائي لجميع أفراد وفئات المجتمع تشير إلى سوء التغذية منها الأمراض المزمنة كالسمنة، وأمراض القلب، والسكري، وضغط الدم، والسرطان، وتسوس الأسنان، والنحافة، وفقر الدم، وهشاشة العظام، نتيجة للعادات الغذائية السيئة مثل: تناول الأطعمة الدسمة، واستهلاك الدهون المشبعة، والوجبات السريعة، والأطعمة الجاهزة، وغيرها.

فرصة ودعوة إلى قلب الموازين:
استمرار الارتفاع في أسعار أغلب السلع الأساسية التي تعتمد عليها الأسرة يوجب علينا أن نفكر في حلول جذرية حتى لا يؤثر هذا الارتفاع في صحة الأفراد، وبالتالي الصحة العامة للأسر التي لا يتواكب دخلها مع الغلاء، وقد تكون هذه الأزمة العالمية فرصة لإحداث تغييرات جيدة في صالح مجتمعنا السعودي، فلطالما نادى علماء التغذية بضرورة تحسين النمط المعيشي والاستهلاكي، والوضع الراهن هو الوقت الأمثل لنستفيد من هذه الأزمة لحل مشكلاتنا الصحية، ولنصنع بعض النقاط الإيجابية.

الانعكاسات الإيجابية لأزمة ارتفاع أسعار الغذاء العالمية على الخطة الشرائية والتسويقية للأسرة السعودية:
1 ) ترشيد الاستهلاك وتبني سياسة عدم الإسراف حيث إنه من الممكن أن يقل معدل الاستهلاك إلى النصف تقريبًا، ويتم الترشيد عن طريق:
• وضع خطة غذائية للأسرة مسترشدين بالهرم الغذائي الذي يحدد الاحتياجات الغذائية الأساسية لأفراد الأسرة، ووضع قائمة بوجبات متوازنة لكافة أفراد الأسرة أسبوعيًا.
• وضع ميزانية محددة تحوي الأطعمة الضرورية الأساسية، ووضع قائمة بالمشتريات بناءً على ذلك، مع الالتزام بها وتحديد الكميات.
• تأجيل شراء بعض الكماليات من المأكولات أو عدم اقتنائها مثل شراء الأطعمة الجاهزة لتناولها كوجبات خفيفة كالبطاطس؛ ما يسهم في تعديل العادات الغذائية السيئة التي يمارسها أفراد الأسرة، ويقلل المشكلات الصحية التي تسببها الوجبات الخفيفة.
2 ) استبدال بعض المنتجات بمواد أخرى لها القيمة الغذائية نفسها وأقل ثمنًا مثل:
• استبدال اللحوم بالبقول كالعدس بأنواعه والحمص والفاصوليا؛ لما لها من أهمية غذائية مرتفعة خاصة البروتينات عند خلطها في وجبة واحدة.
• استبدال الأصناف المكلفة كحبوب الإفطار الجاهزة بأنواع أرخص كالمخبوزات التي تصنع من الحبوب الكاملة، والأجبان الكريمية كاللبنة والجبن.
• استبدال العصائر الجاهزة والفاكهة المعلبة التي لا تقدم فائدة غذائية تذكر بالفاكهة الطازجة أكثر، مع الاكتفاء بنوع أو نوعين يوميًا.
• العودة إلى الطبيعة والمواد الخام والطبيعية فهي أكثر فائدة للصحة وأقل في تكلفة الإنتاج؛ لأن ما ينفق على الأطعمة الجاهزة هو على التعليب والتغليف وليس على القيمة الغذائية.


أما الفوائد المتوقعة على المستوى العام فهي:
• قيام الشركات العالمية المصنعة والموردة بإعداد دراسات لرصد اتجاهات المستهلكين وحركة البيع وتخفيض الأسعار لتجنب حالة الكساد.
• حث الشركات على التنافس ومنعها من إغراق السوق بسلع ضعيفة المستوى من ناحية الجودة الغذائية، ولكنها في متناول ميزانية المستهلك.
• قيام الشركات المستوردة بتوفير السلع ذات الجودة الأعلى والأقل سعرًا المرغوبة .
• تقليل حجم الإستيراد ونوعيته حيث يتم استيراد السلع الإستراتيجية فقط.

أما الفوائد التي تعود على صحة الفرد والأسرة عند اتباع الإجراءات السابقة فهي:
• الحد من بعض الأمراض المزمنة التي تنتج من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والدهون المشبعة الغنية بالكولسترول سواء بشرائها كالوجبات السريعة أو الجاهزة أو المحضرة في المنزل من خلال الاختيار الجيد للأطعمة واختيار الأطعمة الطازجة والبعد عن الأطعمة المصنعة.
• المحافظة على الوزن المثالي من خلال ترشيد الإنفاق وتقليل حجم الوجبات وتناول الكمية المحددة فقط وعدم شراء كميات زائدة على حاجة الأسرة.
• تحسين نوعية الأطعمة التي تتناولها الأسرة بالإكثار من الكربوهيدرات المركبة والألياف عبر تناول الخبز الأسمر والحبوب الكاملة وغير المقشورة والبعد عن الأطعمة السكرية ومنخفضة الفائدة الغذائية.
• التقليل من تناول الصوديوم المتوافر بكثرة في الأغذية المعلبة والمصنعة.
• تناول الأغذية الغنية بالحديد والكالسيوم كالخضراوات الطازجة والفاكهة والأغذية الطبيعية.
• التقليل من تناول السكر مثل العصائر والمشروبات المعلبة والحلويات

 https://soundcloud.com/alshehabomar/fvnorqfe7kbk


صور من برنامج الغذاء التي اقامه مركز مصادر التعلم بمدرستنا وبمشاركة جميع معلمات وطالبات المدرسة




















 
 كل الشكر لجميع المشاركات لإنجاح هذا اليوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق